الأحد، 4 يوليو 2010

بين إعجاز وعجز : القرآن الكريم والكتاب المقدس

القرآن الكريم معجزة الله الخالدة
أحق هذا القرآن الكريم هو معجزة خالدة ؟
أجل ، أليس هو الكتاب الوحيد الذى تكفل الله بحفظه ؟!
انتظر ، لى سؤال هنا .....؟
ماذا ؟
لماذا تزعم بأن القرآن الكريم هو كتاب الله الوحيد الذى تكفل الله بحفظه بيد أن الكتاب المقدس الذى هو كتاب الله أيضا لم يحفظه الله حسب زعمك كمسلم ؟
نعم ، أجيبك :
سوف أجيبك إجابة بسيطة ومن وجه واحد فقط ولا أزيد .
فأقول : أن القرآن الكريم قد أعلن الله تعالى حفظه كما أخبر فيه : [إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ] {الحجر:9}
ولم يرد فى القرآن الكريم ما يخالف ذلك مثلا : من القول بأن الله تعالى وكل أحدا لحفظه . أو مثلا ورد فيه ما يدل على تحريفه من القول بأن كُتابه بدلوا وغيروا فيه ، أو ما يدل على ذلك دلالة غير مباشرة من وجود تناقضات فيه .... الخ .
أما إذا جئنا للكتاب المقدس فماذا عنه هل تكفل الله بحفظه أم وكل به آخرين ؟
لقد أعلنت التوراة بكل وضوح أن اليهود سيفسدون ويقاومون الرب وكلامه ، فتقول : (24فَعِنْدَمَا كَمَّلَ مُوسَى كِتَابَةَ كَلِمَاتِ هذِهِ التَّوْرَاةِ فِي كِتَابٍ إِلَى تَمَامِهَا، 25أَمَرَ مُوسَى اللاَّوِيِّينَ حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ قَائِلاً: 26«خُذُوا كِتَابَ التَّوْرَاةِ هذَا وَضَعُوهُ بِجَانِبِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ إِلهِكُمْ، لِيَكُونَ هُنَاكَ شَاهِدًا عَلَيْكُمْ. 27لأَنِّي أَنَا عَارِفٌ تَمَرُّدَكُمْ وَرِقَابَكُمُ الصُّلْبَةَ. هُوَذَا وَأَنَا بَعْدُ حَيٌّ مَعَكُمُ الْيَوْمَ، قَدْ صِرْتُمْ تُقَاوِمُونَ الرَّبَّ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ بَعْدَ مَوْتِي!) ( تثنية 31/24-27).
ولعلم الله بضلال اليهود أمرهم بحفظ الكتاب وعدم تحريفه بزيادة ولا نقصان :
ففى سفر التثنية قال الرب : (1 فَالآنَ يَا إِسْرَائِيلُ اسْمَعِ الْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ الَّتِي أَنَا أُعَلِّمُكُمْ لِتَعْمَلُوهَا، لِكَيْ تَحْيَوْا وَتَدْخُلُوا وَتَمْتَلِكُوا الأَرْضَ الَّتِي الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكُمْ يُعْطِيكُمْ. 2 لاَ تَزِيدُوا عَلَى الْكَلاَمِ الَّذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلاَ تُنَقِّصُوا مِنْهُ، لِتَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا) ( التثنية 4 / 1-2) .
وفي سفر التثنية يقول الرب : (32كُلُّ الْكَلاَمِ الَّذِي أُوصِيكُمْ بِهِ احْرِصُوا لِتَعْمَلُوهُ. لاَ تَزِدْ عَلَيْهِ وَلاَ تُنَقِّصْ مِنْهُ) ( التثنية 12 / 32) .
وجاء في سفر الأمثال: (5كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ نَقِيَّةٌ. تُرْسٌ هُوَ لِلْمُحْتَمِينَ بِهِ. 6لاَ تَزِدْ عَلَى كَلِمَاتِهِ لِئَلاَّ يُوَبِّخَكَ فَتُكَذَّبَ.) ( الأمثال 30/ 5-6) .
إذا لم يتكفل الله تعالى بحفظ الكتاب المقدس كما تكفل بحفظ القرآن الكريم وهذا بدلالة كل كتاب وشهادته على نفسه .
ولكن هل نجد فى الكتاب المقدس مثلا ما يدل على أنه ليس كلام الله تعالى أو بوجه مباشر : هل يوجد فيه ما يدل على تحريفه ؟؟
الجواب : نعم يوجد ما يدل على ذلك :
فهذا كاتب سفر ارميا يعترف بأن اليهود حرفوا كلمة الله فيقول:
(36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ، لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ، إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِنَا. ) ( إرميا 23 / 36 ) .
ونجد أيضاً أن كاتب سفر ارميا ينسب لإرميا توبيخه وتبكيته لليهود لقيامهم بتحريف كلمة الرب :(8كَيْفَ تَقُولُونَ: نَحْنُ حُكَمَاءُ وَشَرِيعَةُ الرَّبِّ مَعَنَا؟ حَقًّا إِنَّهُ إِلَى الْكَذِبِ حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ الْكَاذِبُ) (إرميا 8/8).
وكذا كاتب سفر إشعيا ينسب لإشعيا تبكيته لليهود : (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ، فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ، وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ) ( إشعيا 29 / 15 – 16) .
ويقول أرميا : (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ، لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ، إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِنَا) ( أرميا 23/36).
وانظر إلى قول يسوع :(7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَنًا تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً:8 يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ، وَيُكْرِمُني بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَني وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ ) ( متى 15 / 7-9) .
ويقول بطرس : (16كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضًا، مُتَكَلِّمًا فِيهَا عَنْ هذِهِ الأُمُورِ، الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ، كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضًا، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ.) ( بطرس الثانية 3/16) .
ويقول لوقا معترفا بالتأليف الذى كان منتشرا وشائعا للأناجيل ، والذى حبذه هو أيضا لنفس العمل ، وهو تأليف إنجيله !!!! فيقول : (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا، 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ، 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيق، أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ، 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ. ) ( لوقا 1 / 1-4) .
إذا إن أول معجزة ممكن أن تسجل للقرآن الكريم هى حفظ الله تعالى له من التحريف والتبديل والتغيير .
وفى المقابل نعلم كوجه للمقارنة أن الكتاب المقدس الذى يشمل التوراة والإنجيل قد حرف وبدل وغير بشهادته على نفسه بذلك .
هذا وقد تنوعت معجزات القرآن الكريم وتحدث عنها المتقدمون والمتأخرون والتى منها :
الإعجاز اللغوى والبيانى
الإعجاز الغيبى والتاريخى
الإعجاز العددى
الإعجاز التشريعى
الإعجاز العلمى
ولكن حقا قبل الإشارة إلى ذلك نحب نذكر بشىء يميز ما بين القرآن الكريم والكتاب المقدس وهو فى عرض المعتقد والذى يتميز فى القرآن الكريم بالوضوح والظهور ، وفى الكتاب المقدس بالغموض والضمور .
فمثلا أهل القرآن يؤمنون بالتوحيد فإذا أحببت أن تدلل على ذلك فلك أن تسأل أصغر طفل من أهل الإسلام سيجيبك بكل سلاسة : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ(1) اللهُ الصَّمَدُ(2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ(3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ4( { الإخلاص}.
وسأل أقل مسلم علما ولو كان أمى سيجيبك : [اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ] {البقرة:255} .
أما إذا أردت أن تعرف عقيدة التثليث للنصارى فاذهب إلى أعلم رجل منهم وأسأله أن يدلل لك عن معتقده من كتاب فلن يستطع أبدا .
إذا وضوح القرآن فى تبيين معتقده يعد إعجازا فى عرض المعتقد .
وإذا جئنا للإعجاز اللغوى والبيانى والبلاغى فى القرآن الكريم فالأمر أكبر من توضيحه فالقرآن الكريم كله قد تجلت فصاحته لكل قارىء للعربية والتى أرهقت البلاغة وأتعبت الفصحاء ، وكفى أنه نزل على أبلغ الناس وأفصحهم متحديا إياهم أن يأتوا بمثله ولو كنموذج فقط بالإتيان بآية .
أما الكتاب المقدس فإنك تجد أسلوبه أسلوب غير موزون ولفظه غير مصون يجمع من الركاكة ما يضحك البلهاء فكلام الصحفى تراه أبلغ وأسلوب الصبى تجده أفصح وأحكم ، ودونكم التدليل وهو يغنى عن التطويل .
فيقول بولس فى رسالته إلى أهل رومية (16/1-24) :(1أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي، الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا، 2كَيْ تَقْبَلُوهَا فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ، وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ احْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ، لأَنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضًا.3سَلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ الْعَامِلَيْنِ مَعِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، 4اللَّذَيْنِ وَضَعَا عُنُقَيْهِمَا مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي، اللَّذَيْنِ لَسْتُ أَنَا وَحْدِي أَشْكُرُهُمَا بَلْ أَيْضًا جَمِيعُ كَنَائِسِ الأُمَمِ، 5وَعَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِمَا. سَلِّمُوا عَلَى أَبَيْنِتُوسَ حَبِيبِي، الَّذِي هُوَ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ لِلْمَسِيحِ. 6سَلِّمُوا عَلَى مَرْيَمَ الَّتِي تَعِبَتْ لأَجْلِنَا كَثِيرًا. 7سَلِّمُوا عَلَى أَنْدَرُونِكُوسَ وَيُونِيَاسَ نَسِيبَيَّ، الْمَأْسُورَيْنِ مَعِي، اللَّذَيْنِ هُمَا مَشْهُورَانِ بَيْنَ الرُّسُلِ، وَقَدْ كَانَا فِي الْمَسِيحِ قَبْلِي. 8سَلِّمُوا عَلَى أَمْبِلِيَاسَ حَبِيبِي فِي الرَّبِّ. 9سَلِّمُوا عَلَى أُورْبَانُوسَ الْعَامِلِ مَعَنَا فِي الْمَسِيحِ، وَعَلَى إِسْتَاخِيسَ حَبِيبِي. 10سَلِّمُوا عَلَى أَبَلِّسَ الْمُزَكَّى فِي الْمَسِيحِ. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ أَرِسْتُوبُولُوسَ. 11سَلِّمُوا عَلَى هِيرُودِيُونَ نَسِيبِي. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ نَرْكِيسُّوسَ الْكَائِنِينَ فِي الرَّبِّ. 12سَلِّمُوا عَلَى تَرِيفَيْنَا وَتَرِيفُوسَا التَّاعِبَتَيْنِ فِي الرَّبِّ. سَلِّمُوا عَلَى بَرْسِيسَ الْمَحْبُوبَةِ الَّتِي تَعِبَتْ كَثِيرًا فِي الرَّبِّ. 13سَلِّمُوا عَلَى رُوفُسَ الْمُخْتَارِ فِي الرَّبِّ، وَعَلَى أُمِّهِ أُمِّي. 14سَلِّمُوا عَلَى أَسِينْكِرِيتُسَ، فِلِيغُونَ، هَرْمَاسَ، بَتْرُوبَاسَ، وَهَرْمِيسَ، وَعَلَى الإِخْوَةِ الَّذِينَ مَعَهُمْ. 15سَلِّمُوا عَلَى فِيلُولُوغُسَ وَجُولِيَا، وَنِيرِيُوسَ وَأُخْتِهِ، وَأُولُمْبَاسَ، وَعَلَى جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ مَعَهُمْ. 16سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ. كَنَائِسُ الْمَسِيحِ تُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ.17وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تُلاَحِظُوا الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الشِّقَاقَاتِ وَالْعَثَرَاتِ، خِلاَفًا لِلتَّعْلِيمِ الَّذِي تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ. 18لأَنَّ مِثْلَ هؤُلاَءِ لاَ يَخْدِمُونَ رَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ بَلْ بُطُونَهُمْ. وَبِالْكَلاَمِ الطَّيِّبِ وَالأَقْوَالِ الْحَسَنَةِ يَخْدَعُونَ قُلُوبَ السُّلَمَاءِ. 19لأَنَّ طَاعَتَكُمْ ذَاعَتْ إِلَى الْجَمِيعِ، فَأَفْرَحُ أَنَا بِكُمْ، وَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا حُكَمَاءَ لِلْخَيْرِ وَبُسَطَاءَ لِلشَّرِّ. 20وَإِلهُ السَّلاَمِ سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ سَرِيعًا. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ. آمِينَ.21يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ تِيمُوثَاوُسُ الْعَامِلُ مَعِي، وَلُوكِيُوسُ وَيَاسُونُ وَسُوسِيبَاتْرُسُ أَنْسِبَائِي. 22أَنَا تَرْتِيُوسُ كَاتِبُ هذِهِ الرِّسَالَةِ، أُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ. 23يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ غَايُسُ مُضَيِّفِي وَمُضَيِّفُ الْكَنِيسَةِ كُلِّهَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَرَاسْتُسُ خَازِنُ الْمَدِينَةِ، وَكَوَارْتُسُ الأَخُ. 24نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ. ) .
ويقول بولس فى رسالته الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ (13/11-13):(11لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْل كُنْتُ أَتَكَلَّمُ، وَكَطِفْل كُنْتُ أَفْطَنُ، وَكَطِفْل كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ. 12فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ. 13أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.( .
فهل تستطيع أن تجد وجها للمقارنة بين هذا الكلام وبين القرآن الكريم المعجز في لفظه وفي معناه وفي فصاحته وفي بلاغته وفي أسلوبه ونظمه ، هيهات .
وإذا جئنا للإعجاز العددى فى القرآن الكريم نجد فيه العجب العجاب الذى حقا يجعله حجة على العالمين فى كل زمان ومكان حتى فى عصرنا الحاضر الذى يؤمن بلغة الأرقام ، ومن روائع الإعجاز العددى فى القرآن الكريم ما جاء فى سورة الكهف : فالمدة التي لبثها أصحاب الكهف في كهفهم هي 309 سنوات، والعجيب أن الله تعالى قد تحدث عن قصتهم في القرآن الكريم بـ 309 كلمات ، فلو قمنا بعدّ الكلمات من بداية القصة:[إِذْ أَوَى الفِتْيَةُ إِلَى الكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا] {الكهف:10} وحتى نهايةالقصة :[قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ] {الكهف:26} لوجدنا بأن عدد الكلمات من كلمة (إذ) وحتى كلمة (لبثوا) بالضبط هو 309 كلمات، بنفس عدد السنوات التي لبثها أصحاب الكهف ، مع ملاحظة أن كلتا الكلمتين تدلّ على زمن .
أما إذا جئنا فى المقابل ولا أقول لك لتنظر فى دلالات الإعجاز العددية فى الكتاب المقدس بل لتنظر فى لغة الأعداد فقط فى مواطن الكتاب المقدس سوف تجد العجب العجاب فى ذكره للحدث الواحد بتناقضات عجيبة تدل حقا على مدى إعجازه فى إثباته لعجزه ونقصه ومدى ما بلغه من تحريف وسوف ننقل جزاء فيه هذا الكم من الإعجاز العددى فى الكتاب المقدس لإثبات عجزه لا إعجازه وإثبات تعجزه لا تعجيزه .
أما إذا جئنا للإعجاز التشريعى فى القرآن الكريم فهذا أعجوبة الأعاجيب ، ولا أدرى أى شىء أشير لكم عليه وأنوه به أفى باب العبادات من طهارة : وضوء وغسل ثم صلاة وما تشمله هذه العبادة من فوائد صحية أم عن الصيام أم عن الزكاة وما تضمنه من تكافل إجتماعى ، أم عن تحريم الربا والخمر ولحم الخزير أم عن باب الجنايات وما يشمله من فلسفة لا نظير لها فى التشريع أم عن نظام المواريث..... الخ
أما إذا جئت للكتاب المقدس فهيهات أن تراه يحرم ما يضر أو يحل ما ينفع أو أن يحكم بما يعدل وحسبك أن يكون الأنبياء زناة وسراق وشراب خمر وما فيه من أوامر بالقتل وسفك الدماء ...
أما إذا جئنا للإعجاز الغيبى والتاريخى فحسبك كلامه عن نجاة جسد فرعون وحسبك ثم حسبك حديثه عن طوفان نوح عليه السلام وقارنه مقارنة علمية بما ورد فى الكتاب المقدس فتتجلى لك الحقائق أن هذا القرآن الكريم من لدن حكيم خبير وذاك المدعو مقدسا من صنع أيدى البشر .
أما إذا جئت للإعجاز العلمى فى القرآن الكريم فما أكثر الصولات والجولات فيه أنتحدث عن نشأة الكون وإيجاده ، أم عن خلق الإنسان وتطور حياته ...الخ
ثم أنظر إلى الكتاب المقدس وحديثه عن بدء الخلق واضطرابه وعن الكون وما فيه بوصف بلغ صعابه ... وسيكون لهذا حديث مفرد وسيكون له مرد والله المستعان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق