السبت، 7 نوفمبر 2009

دليل التمانع والتوارد وإثبات وحدانية الإله الواحد

الله عز وجل واحد فى ذاته ، واحد فى صفاته ، واحد فى أفعاله ، لا شريك له فهوالملك المليك ، وهو الخالق الخلاق ، وهو الرازق الرزاق ، وهو المدبر المقيت ، وإذا كان هو الرب فمن الملازمة فهو الإله المستحق للعبادة ، وإذا استحق للعبادة وحده لكونه المتصرف وحده امتنع إشراك غيره معه فى الربوبية ولازمِها من الألوهية ، فلو كان مع الله شريك لفسدت السماوات والأرض لإقتضاء التنازع بين المتشاركين ، فهذا يريد الإعطاء وذاك يريد المنع ، وهو الذى يفضى إلى اختلال النظام وفساد الحياة ، وهذا هو ما ذكره الله تعالى فى قوله : { لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }الأنبياء22 وهذا ما يسميه علماء الكلام بدليل التمانع ، ولبيان هذا الدليل نقول :
لو وجد إلهان متماثلا يدبران أمرهذا الكون للزم عجزهما سواء اتفقا ، أو اختلفا ، أو انقسما ، وهذا سواء أكان عن اضطرار أو اختيار منهما.
1- فإن كان عن اضطرار : لزم قهرهما وعجزهما ، وإن قهرا أو عجزا لفنى العالم ، وفناء العالم باطل بالمشاهدة ، وهذا الإضطرار سواء فى الإتفاق أو الإختلاف أو الانقسام .
2- وإن كان عن اختيار منهما :
أولا : فإن اختلفا : بأن أراد أحدهما إيجاد شىء وأراد الآخر عدمه ، أو أراد أحدهما إعطاء والآخر أراد المنع فلا يخلو الحال من :
أ‌- إما أن ينفذ مرادهما معا فيلزم اجتماع الضدين وهو محال .
ب‌- وإما ألا ينفذ مرادهما فيلزم عجزهما معا ، كما يلزم ارتفاع الضدين فى الممكن مع قبول المحل له ، بل لو كان مستحيلا للزم القدرة على إيجاده إذ لا مُحال على القادر المطلق وإلا للزم العجز والعجز مستحيل على الإله.
ج – وإما أن ينفذ مراد أحدهما دون الآخر، فيلزم عجز من لم ينفذ مراده فلا يكون إلها كاملا ، وكذلك يلزم العجز للذى نفذ مراده ؛ لأن الفرض أنهما متماثلان فى كل شىء .

ثانيا : وإن اتفقا :
أ – فأما أن يتفقا على إيجاد الشىء معا بأن يؤثر كل منهما فيه على سبيل الإستقلال وهذا يلزمه وقوع مقدور بين قادرين وهو باطل .
ب – وإما أن يتفقا على إيجاده بطريق التعاون ، وهذا يلزمه عجز كل واحد منهما على انفراده ، والعجز ينافى الألوهية.
ونقول أيضا : إنهما إن اتفقا اختيارا أيضا فيتعرض لهما جوهر فرد ( وهو ما لا يقبل الإنقسام ) ولا يخلو الأمر فى إيجاده من :
1- إما أن يوجداه معا على سبيل المشاركة ، فيلزم منه انقسام ما لا ينقسم وهو محال ؛ لأن الجوهر الفرد لا يقبل الإنقسام .
2- وإما أن يوجد أحدهما عين ما أوجده الآخر ، فيلزم منه تحصيل الحاصل وهو محال .
3- وإما أن يوجده أحدهما ويعجز الآخر فيكون الآخر ليس بإله ؛ لأنه عجز والإله ليس بعاجز ؛ والذى قدر على فعله أيضا ليس بإله ، لأن الفرض أنه مثل الآخر ومثل العاجز عاجز .
4- و إما أن يعجزا معا فيكونا ليسا بإلهين ، وإذا لزم عجزهما عن إيجاد هذا الجوهر ، لزم عجزهما عن سائر الممكنات ؛ لأنه لا فرق بين ممكن وممكن.

ثالثا : وإما أن ينقسما : على أن يتصرف أحدهما فى بعض العالم كالشرق ، والثانى فى البعض الآخر كالغرب مثلا .
وهذا محال من وجهين :
الأول : أن نقول : هل إله الشرق قادر على مقدورات إله الغرب والعكس أم لا ؟ 1- فإن كان أحدهما قادرا والآخر عاجز : لزم بطلان ألوهية العاجز ، وكذا القادر لفرض التساوى بينهما .
2- وإن كان كل منهما قادرا :
أ - فإما أن تكون قدرة إيجاد ، وهو تحصيل حاصل ، وأقول : حتى لو استطاع إيجاد الجنس أو النوع من بعد إيجاده من فعل الأول فليس هذا المراد إنما المراد ، إيجاد العين والأصل أو إيجاد المبدأ أو إيجاد الإبداع الذى هو من لا شىء .
ب - وإما أن تكون قدرة إعدام فيحصل الفساد كما سبق .
ج - وإما أن تكون قدرة مشاركة فترجع إلى ما سبق .
3- وإن لم يكن أحد منهما قادرا : لثبت عجزه ، والعجز محال على الإله ؛ لأن شرط الإله القدرة المطلقة على جميع الممكنات.
الثانى : أن تخصيص كل منهما بجزء معين بأن يأخذ هذا الشرق وذاك الغرب ، فهذا التخصيص إما أن يكون :
1- من مخصص خارج عنهما ، والمخصص بدوره يحتاج إلى مخصص آخر، وتتسلسل المسألة إلى ما لا نهاية .
2- وإما أن يكون التخصيص بإختيارهما وليس من مخصص خارج عنهما ، وهو محال أيضا ؛ لأن الفاعل المختار هو الذى يتأتى منه الفعل والترك بحيث يستطيع كل واحد منهما أن يتصرف فى مقدورات الآخر وهو محال ؛ لأنه لو تصرف فى هذه المقدورات : فإما أن يتصرف فيها بالإيجاد أو بالإعدام :
1- والإيجاد تحصيل حاصل ، كما سبق .
2- والإعدام يستلزم اضطراب العالم وفساده وتداخل الإرادات والتنازع ، كما سبق أيضا.
وبعد : فإذا بطلت كل الإيرادات السابقة فلا يبقى معنا إلا إيراد واحد وهو أنه : لا إله إلا الله ، أى لا يوجد إله حق يستحق للعبادة والخضوع والخنوع إلا الله الواحد الأحد ؛ لأنه هو الرب الخالق البارىء المصور البديع ، وصدق الله إذ يقول {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }الأنبياء22 ويقول : {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ }المؤمنون91 . ويقول : {قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً }الإسراء42
ونحن نجد ما ذكرناه آنفا من الإفتراضات الثلاثة السابقة وبطلانها قد ذكرها الله تعالى وأبطلها فى كلمات قليلة معجزة :
1- ففى إبطال الفرض الأول وهو اختلافهما قال : { وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ }المؤمنون91 ، وقال: { إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً }الإسراء42 .
2- وفى إبطال الفرض الثانى وهو اتفاقهما قال : {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا }الأنبياء22.
3- وفى إبطال الفرض الثالث وهو انقسامهما قال : { إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ }المؤمنون91 .
ملاحظات وتنبيهات :
الملاحظة الأولى وهى : أن هذا الدليل قد وجيه بعدة انتقادات من بعض المتكلمين من كونه دليل قاصر لتجاهلة لجانب الاتفاق بين الآلهة كما حرره الأشعرى ، أو لأن بعضهم حرره على جهة امتناع الفعل وتوارد مؤثرين على مؤثر واحد والبعض الآخر حرره على جهة امتناع الفاعلين وقد دافع متكلمة الأشاعرة عن هذا الدليل وردوا على هذه الانتقادات ، ونحن قد ذكرنا هذا الدليل على صورته الكاملة التى تتحاشا هذه الانتقادات والقصور ، والحمد لله على توفيقه .
الملاحظة الثانية وهى : أن علماء أهل السنة قد وجهوا أيضا انتقادات لهذا الدليل فى مجملها لا تعكر على ذات الدليل من وقوع قصور فيه أو ضعف دلالته – فى الغالب منهم – ولكن كان أكثر انتقادهم يتمثل فى فساد نية المتكلمين وسوء استخدامهم له ، وتنزيلهم له على نص الأية الكريمة : {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }الأنبياء22 وغايتهم من اثبات الدليل من مجرد إثبات الربوبية لا الألوهية والصانعية لا العبودية .
وأنا أقول : فى الحقيقة أن هذا الدليل الذى أراه فيه أنه دليل جيد لإثبات الوحدانية لله تعالى وإذا كان الأمر يتعلق بسوء النوايا وسوء الإستخدام فعلينا نحن بإستخدامه الإستخدام الصحيح وإصلاح نيتنا ، وأما أن غاية المتكلمين منه إثبات مجرد الربوبية وحسب وإسقاطهم له على الآية وخطئهم فى تفسير الآية فهذا لا نوافق عليه ولكن نبين الحق أن الآية الكريمة تدل دلالة كبيرة على هذا الدليل بدلالة المفهوم بل والسياق أيضا ونقول أيضا أن الآية تقرر انتفاء وامتناع وجود رب إله مع الله تعالى ؛ وذلك لأن إثبات الربوبية يقتضى إثبات الألوهية وإثبات الألوهية يقتضى إثبات الربوبية إذ لا يستحق المعبود الإله العبودية إلا إذا كان ربا خالقا مدبرا مهيمنا ، والعكس فإذا ثبتت الربوبية لرب فو يستحق العبودية وهذا ظاهر وبين لا التباس فيه .
الملاحظة الثالثة وهى : أن هذا الدليل يصلح للرد على النصارى فى اتخاذ الابن لله – تعالى عن ذلك – ومشاركته لله فى أعماله فى الدنيا والآخرة ، وأنا لست فى معرض الرد عليهم فإنا لنا ردودنا المخصصة لذلك ، ولكن الذى أحب أن أنوه إليه هو بطلان مشاركة الله تعالى - الذى استحق العبادة فى الدنيا - المقاضاة معه فى الآخرة ومداينة الناس ومحاسبتهم ؛ لأن انتفاء الشركة فى الدنيا ينفى المشاركة بعدها وهذا يرد على قول النصارى : { لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ }(يوحنا :5 / 22)
وقولهم :{ لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، كَذلِكَ أَعْطَى الابْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، 27وَأَعْطَاهُ سُلْطَانًا أَنْ يَدِينَ أَيْضًا، لأَنَّهُ ابْنُ الإِنْسَانِ } (يوحنا : 5 /26-27) وأنا لست فى معرض مناقشة هذه النصوص وردها بنصوص خصوصية المداينة للرب ونفيها عن الابن ، ولكنى أنوه مجرد تنويه لذكرنا للدلالة العقلية التى ذكرناها .
هذا والحمد لله رب العالمين .
وكتبه أحمد مصطفى كامل

المناظرة الجلية بين أهل السنة والشيعة الروافض الاثنى عشرية


هذا عنوان كتاب للشيخ / على الوصيفى ، سطره على هيئة حوار جدالى – رائع ماتع – بين سنى وشيعى رافضى ، استأصل فيه شأفة اعتقاداتهم الباطلة ، وضلالاتهم الزائفة الزائغة ، فتميز بالسهولة فى التعبير واليسر فى التناول والعرض ، وفى الوقت ذاته الإلمام بمادة علمية غزيرة ، وإفحامات متميزة ، كل هذا ينبىء بما بذله المؤلف من جهد لجمع هذه المادة ، وترتيب هذا الحوار ، والاطلاع الواسع فى كتب الشيعة المعتمدة عندهم ، فهو بحق كتاب جيد فى بابه ، جمع بين السهولة والمادة العلمية المتوافرة .
وأنا فى الحقيقة بعد قراءتى للكتاب وجدت النفس متشوقة لتسجيل بعض هذه الإفحامات التى تخرس هؤلاء القوم بسياقى وتعبيرى الخاص ، فاسترسل القلم فربط مواضيع أخرى تتعلق بالأمر فكانت منى هذه الكلمات على هذه الصفحات .
والذى أعجبنى جدا جدا ما سطره المؤلف حول تكفير الرافضة للصحابة ، لا سيما الصديق والفاروق وبنتيهما وعثمان وزوجتاه رضى الله عنهم أجمعين .
فمن المعلوم أن من عقيدة الشيعة الرافضة تكفير الصحابة وسبهم ولعنهم ، بل ويتقربون إلى الله بذلك ، ويسمون أبا بكر وعمر بجبتى قريش وصنميها ، ويقولون : اللهم العن صنمى قريش وجبتيها وطاغوتيها وإفكيها وابنتيهما اللذين خالفا أمرك وأنكرا وحيك وجحدا إنعامك وعصيا رسولك ... إلخ ، قبحهم الله ، وجعل هذه الكلمات لا تتجاوز ولا تصيب إلا أفاكيها وقائليها والمتخرصين بها والداعين بها .
وبالجملة فإنهم يكفرون سائر الصحابة إلا على وفاطمة والحسن والحسين ، وبعضهم زاد سلمان والمقداد وأبو ذر .
ويخصون باللعن والسب : أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وبنتيهما وعثمان بن عفان وزوجات النبى صلى الله عليه وسلم .
ولا شك أن هذا كفر بواح ، وأقل حكمه أن يكسب أهله لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، والخلود الأبدى فى نار جهنم وبئس المصير .
فهذه عقيدتهم بل وعبادتهم ودندنهم ، وكما سبق ...
ونحن هنا نقيم عليهم الحجة ونثبت المحجة على حسب اعتقادهم ومن أصول فهمهم ، وإلا فالأمر لا يحتاج إلى محاجاة ، فالأمر بين جلى ، ولكن ...
نقول : أن وجه استثناء الأربعة السابقين عندهم من اللعن والطرد والكفر ، الاستدلال بهذه الآية : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ( الأحزاب : 33) .
فهذه الآية يسمونها آية التطهير ، ويخصون أهل البيت فيها بالأربعة السابق ذكرهم .
ونحن نقول لهم : إذا أثبتم حجية الآية لزم أن تبينوا لازمها ، ولازمها هو مفهومها ، ومفهومها يترتب على مفهوم الآل ، ومفهوم الآل يشمل جميعهم ذكرهم وانثاهم ، وآل النبى صلى الله عليه وسلم هم : آل المطلب ، وآل جعفر ، وآل عقيل ، وآل العباس ، وأولاد النبى صلى الله عليه وسلم ونساؤه ، كل هؤلاء يشملهم مفهوم الآل .
فقالوا : لا لا .. لا يدخل نساء النبى صلى الله عليه وسلم ، فإن الخطاب جاء بضمير المذكر ، فقال ( ليذهب عنكم ) بالميم ولم يقل ليذهب عنكن . وقال : ( ويطهركم ) ولم يقل ويطهركن .
قال السنى : إذا أنت تقول : أن الضمير يخص الرجال ولا يدخل فيه النساء أتثبت على ذلك .
قال الرافضى : أجل أثبت على ذلك ، والذى خلق المهدى – فك الله كربته وأسرع خرجته - .
قال السنى : إذا فاطمة ليست من أهل البيت ؛ فهى أنثى ، وليست بذكر ، وبذلك تكون كافرا أيها الشيعى على مذهبكم ؛ إذ أخرجت فاطمة من حيز الآل والتطهير وهذا كفر عندكم .
قال الرافضى : لا .. هى من أهل البيت نعم من أهل البيت لا شك لا شك .
قال السنى : إذا ونساء النبى صلى الله عليه وسلم وبناته جميعا من أهل البيت ولا ريب ولا ارتياب ؛ فالآية تشملهم ؛ لأن فى الحقيقة أيها الرافضى الأعجمى الذى لا حظ له ولا نصيب فى لغة العرب أن التذكير فى الآية جاء للتغليب وهذا أمر مشهور فى القرآن أيضا انظر (هود/73) ، و(القصص/29) .
إذا نساء النبى صلى الله عليه وسلم وبناته جميعا من أهل البيت ، ومنهم فاطمة وأنا بذلك أيها الرافضى أنقذك من الكفر .
قال الرافضى : ومَن بناته جميعا أولئك ، نحن لا نعرف إلا فاطمة والضمير كما قلت للتغليب حتى تدخل فاطمة فى حيز النص ولكننا لا نعلم لها أخوة .
قال السنى : وماذا عن رقية وأم كلثوم زوجتا عثمان ذى النورين .
قال الرافضى : لا .... ليستا بنتى النبى صلى الله عليه وسلم ولا أختا فاطمة إنهما بنتا هالة أخت خديجة .
قال السنى : خسئت أيها المتخرص الكذاب الأشر إنك ما تقول ذلك إلا أنهما زوجتا عثمان بن عفان رضى الله عنه ، وإنكم لو أثبتم وأقررتم ببنوتهما للنبى صلى الله عليه وسلم ، للزم عليكم أن تقدروا عثمان قدره وترفعوه منزلته ؛ لأنه مس بنتى النبى صلى الله عليه وسلم ، ومن تزوجهما لزمت له الأفضلية والمكانة السامية ولكنكم تكفرونه لأجل موافقته لأبى بكر وعمر وعدم اعتقاده بوصية على رضى الله عنه .
قال السنى : ثم إن عندى استدلال دامغ لا دافع له ولا رد ولا صد من قبلكم لأنكم تثبتونه فى كتبكم .
قال الرافضى : وما هذا الاستدلال أيها السنى الفاضح ، فقد كشفت سترنا ما أفضحك ما أفضحك .
قال السنى : ألم يثبت عندكم أن عليا زوَّج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب .
قال الرافضى : نعم ثبت ذلك ولكن أئمتنا قالوا بأن هذا كان اغتصاب .
قال السنى : الله أكبر إنك بذلك تكَّفر نفسك وتكَّفر أئمتك والروافض جميعا .
قال الشيعى : ولما أيها السنى المجادل العنيد .
قال السنى : أليست أم كلثوم من أهل البيت وأنتم تثبتون لأهل البيت التطهير القدرى أى أن التطهير ثابت لأهل البيت لا محالة .
ثم إنى أقول لك : كيف يرضى على رضى الله عنه باغتصاب ابنته وهو من هو فى المروءة والشجاعة والنخوة ..........
قال الرافضى : الحقيقة أنت أيها السنى ما أراك إلا سوفسطائى جدلى عنيد قد ألجمتنى بلجام لا أستطيع بعده النطق ببنت شفه .
والمقصود بهذا أنه إذا ثبت عندهم صحة زواج أم كلثوم بنت على بن أبى طالب من عمر، وهو ثابت عندهم ، وزواج رقية وأم كلثوم بنتى النبى صلى الله عليه وسلم من عثمان ، وثبوت أن الأهل فى الآية يشمل زوجات النبى صلى الله عليه وسلم التى منهن عائشة بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنه وحفصة بنت عمر ؛ لثبت نقض مذهبهم وهدمه من أصله بالكلية من سبهم للصحابة ولعنهم ... وذلك لأنه يثبت أفضلية أبو بكر وعمر وعثمان بهذه الإحاطة التى ذكرناها .
وعليه فالأمر يستلزم أنه على العقلاء منهم – إن وجد – الرجوع عن إلحادهم وكفرهم ويتوبوا إلى الله جميعا .
وهذا الأمر يستلزم من جانب آخر التوبة من أقوام ينتسبون إلى السنة – زعموا – يدعون إلى التقريب بين السنة والشيعة ، فأى تقريب هذا يا دعاة التقريب تريدونه وتذهبون إليه وتدعون إليه بزعم الإئتلاف فيما اتفقنا عليه ،والعذر فيما اختلفنا فيه ونكون يدا واحدة على الأعداء ....
أقول : إننى حتى الآن لا أعلم عقيدة واحدة – بندا واحدا – يتفق معنا فيه الروافض سواء أكان اعتقاداً فى الربوبية أوالألوهية أو النبوة أو غيرها ، وهذا أصل الأصول التوحيد ، وهم إن كان بعضهم يقول أنهم يعبدون الله ويقرون بربوبيته وبنوة محمد صلى الله عليه وسلم ، أقول : هذا كذب ومين منهم وتخرص ، أو أقول على طريقتهم : إنما يقولون ذلك تقية .
فكيف نضع أيدينا بأيدى هؤلاء أو ندعو للتقريب من قوم يسبون صحابة النبى صلى الله عليه وسلم كما سبق ....
وقد قال الشعبى : وسئلت الرافضة عن شر هذه الأمة فقالوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .
فأى مواطن للإتفاق إذا بعد هذا أيها العقلاء ؟!!
إن إنسانا كائنا ما كان مذهبه أم ملته ينسب إلى الإسلام أو غيره من نصرانية أو يهودية أو بوذية أو أى ملة إلحادية ، لو سب الصحابة يهدر دمه فى الحال ويجب تتبعه وسفك دمه ، إلا إذا تاب فكيف نضع أيدينا فى يد قوم من أضل عقيدتهم الأصيلة سب الصحابة بل ذلك ديدنهم وترنيمهم وعبادتهم .
وانظر إلى بعض عقائدهم وانظر فى أيها توافقهم ثم تقرب إليهم :
1- تكفير الصحابة ومن شك فى ذلك كفر .
2- القول بتحريف القرآن .
3- القول بالوصية ومن لم يقل بها كفر .
4- ينكرون السنة جملة لأنها من مرويات الصحابة وهم عندهم كفرة .
5- قولهم بنجاسة أهل السنة .
6- استحلال دماء أهل السنة .
7- استحلال أموال أهل السنة .
8- عقيدة الإمامة فهى لا تقل خطورة عن النبوة وأن الذى لا يؤمن بها مرتد كافر.
9- عقيدة العصمة : أن الأئمة الاثنا عشر معصومون وقولهم تشريع .
10- عقيدة التقية ........
11- عقيدة الرجعة وهى أن إمامهم الثانى عشر سوف يظهر ويبعث أبو بكر وعمر وينتقم منهم ويصلبهما وباقى الصحابة .
12- عقيدة البداء : أن الله تعالى قد يبدو له الشىء بعد أن لم يكن ظاهرا .
13- عقيدة الغيبة وهى غيبة الإمام .
فهذه العقائد عندهم من ردها كفر فهل أحد من أهل السنة أو دعاة التخريب – التقريب – يؤمن بعقيدة واحدة منها . اللهم كفرا كفرا بها نقول وإيمانا وتصديقا بك لا يزول .
يا قوم إنه يجب علينا أن نعادى هؤلاء القوم – الرافضة – ونبرأ منهم كما نعادى ونبرأ من فرق التكفير الآن الذين يكفرون عوام الأمة ، بل لو كانوا يكفرون خواص خواص الأمة الحاضرين فلا يصل حدهم إلى حد الروافض الذين يكفرون خواص خواص الأمة على الإطلاق ، وعظماء الأمم والدنيا كلها بعد أنبيائها ، وورثة جنة الخلد والنعيم المقيم .
بل أقول : إن هؤلاء القوم – الروافض – أشد وقعا وأكثر حتفا على الإسلام والمسلمين من وقع اليهود وغدرهم وبطشهم وضلالاتهم ( فالروافض حمير اليهود ) كما قال ابن تيمية .
ومع ذلك أقول : لأن تضع يدك فى يد يهودى خير من أن تضعها فى يد رافضى .
إن على علماء الإسلام أن يتخذوا موقفا حاسما تجاه هؤلاء القوم دون ميوعة وكفى تنازلات وضلالات باسم وحدة الصف والاجتماع فبئس الاجتماع اجتماع على كفر وضلال ، فكفى حماقات وجهالات وسفاهات وضيعات .
لأن فى الحقيقة الذين يدعون إلى التقريب بين السنة والشيعة هم قوم حزانة ومساكين إن كانوا صادقين وبالنية خالصين ؛ وذلك لجهلهم العميم وعلمهم السقيم ومسلكهم غير القويم وذكائهم العديم ، والحق أنهم أصحاب نواية خبيثة ونفوس لئيمة يقدمون سياسة الدنيا على سياسة الدين .
وإنك قد ترى شيعى رافضى مفوه اللسان أسود الجنان خبيث الطبع ابن لئام ، يخرج علينا ويدعوا إلى وحدة الصف وتقريب البعد وتصفية الخلافات القديمة التى أصبحت اليوم عديمة لا وجود لها فى معتقداتهم ، فيحن له سنى جهول لا يعرف كيف يصول ويجول فيلين قلبه ويطير فؤاده لما سمع من صدق النية والعزيمة – زعم – وصدق اللهجة – زعم – وسداد المنطق والحجة – زعم – وما علم أنها وربى التقية .
أجل التَقِية تلك الرزية التى يتصنعون بها ليكسبوا جهلة السنة فيؤيدونهم ويظهروا صحة مسلكهم ومذهبهم ، وأنه سديد على الجادة لا تخرمه ضلالة ، فينتشر بين عوام السنة أن علماء السنة أفتوا بصحة معتقد الشيعة لرزانته واعتداله .
فماذا تكون النتيجة : يخرج علماء الشيعة ، ويصوبون وابل النقد على مذهب أهل السنة ، ويثيرون الشكوك والشبهات والأباطيل والضلالات ، بأنه مذهب منحرف ومتحرف .
فيكون مذهب الشيعة باعتراف السنة مذهب صواب ، ومذهب السنة حرى بأن يوارى التراب ، فيكون لهم الظفر علينا ، وأنى لهم ما دام للسنة أنصار فطناء لا يخدعهم الخادعون ، لذلك تراهم يتوددون إلى من خدعوه وضحكوا عليه وأنت تلمس ذلك بينهم وبين بعض الجماعات والمؤسسات ، والعلاقة الوطيدة بينهم الآن بل والانفتاحية الكبرى ، كأن بعضهم لبعض ولى حميم ولا يعلمون أن المصير إلى الجحيم .
وعلى الجانب الآخر تراهم يلعنون ويسبون الجماعات السنية السلفية ، ويفرون من ملاقاتهم ويعدونهم ألد ألد أعدائهم لأنهم يعلمون تمام حقيقتهم وغايتهم ولا يخدعون ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

البهائية عقائدها .. أهدافها الاستعمارية


منذ أن ظهر الإسلام وأعداؤه يكيدون له ، ويتربصون به الدوائر ، ويعملون دون كلل أو ملل على طمسه من الوجود وإفنائه من على الساحة ، أو على الأقل على تحريف معالمه الأصيلة ، وتبديل أوامره وتغيير شرائعه ، وإفساد عقائده بشكل أو بآخر ، وبأى وسيلة كانت .
وكان من معاول الهدم والتبديد ، ووسائل التحريف والتبديل ، أن عملوا على ضربه من الداخل بخارج ، وهذا عن طريق تأسيس فرق وجماعات لا تمت للإسلام بأدنى سبب ولا أضعف نسبة ، ولكنهم يلصقونها بالإسلام كى يتسنى لهم الوصول إلى المراد والهدف المنشود لهم .
ومن هنا أقول – بحكم التخصص – إذا كان يستساغ لنا أن ننسب بعض الفرق القديمة للإسلام كالمعتزلة والخوارج والمرجئة ، فذلك لأن لهولاء صحة نسبة للإسلام ؛ وذلك لسلامة نياتهو ، وعدم فساد طويتهم ، إلا أنه لا يستساغ لنا البته نسبة بعض الفرق الأخرى كالفرق الباطنية الغنوصية الكمونية وغيرها من الفرق التى ظهرت لا عن سوء فهم للإسلام ، أو خطأ فى المنهج ، ولكن نشأت فى الأساس للطعن فى الدين وهدمه من بنيانه وتحطيمه من أساسه .
ومن هذه الفرق فى العصر الحديث التى عمل الأعداء الأوباش على صنعها وتمويلها بكل ما تريد << البهائية – التى هى امتداد للبابية >> ، ولا يقدر أحد أن يتحدث عن البهائية من دون أن يتحدث عن الشيعة معطن الفساد ومحور الشر ، ومركز الخراب والضلال الذى يشيع عى العقائد وينخر فى الشرائع ، ويعثوا فى الأرض الفساد .
فالبهائية ليست بفرقة إسلامية –ولا يمكن أن تصنف فى عداد الفرق الإسلامية كغيرها من الفرق الضالة – لا كضلالها - .
وإن من العوامل التى تستخدمها تلك الفرق لذيوع أمرها وانتشار فكرها ، أن تلصق معتقدها بغيبيات معقدة كى يعلقوا بها قلوب العوام والدهماء الذين يخدعون ويتشبسون بمثل هذه الأمور ، ومن تلك الأمور من بعد إبطالهم ختم النبوة ، وتعديهم بعد ذلك على مكان الألوهية ، من بعد تعديهم على مكانة النبوة ، تعلقهم بفكرة ( المهدى المنتظر ) ، والذى أخفق الشيعة عى هذا الجانب مع طول الانتظار وتعطيل أمور كثيرة عندهم بزعم انتظار المهدى الذى يفرق بين الحق والباطل ، والذى سيقودهم للإنتقام من أهل السنة .. ، .. إلخ فكرهم الساذج هذا .
فلما طال الانتظار ، استغل بعضهم وجود هذا الفكر المعتوه وشيوع أمره وكثرة الحديث عنه مع الاهتمام بترقبه والانشغال بقربه وبعده ، فأخذ سلما لظهوره هو ، ولما لا والطريق ممهد له ، والعقول السفيه التى يمكن أن تسير خلفه متوافرة ، والأحلام التائهة فى وسط هذه العقائد المنحرفة متكاثرة ، فكان من هنا التدرج مع هذه العقول والتمهيد لذلك – شأن كل طالب لحاجة لا يهجم عليها هجوم اللاهث المتلهف ، ولكن يتريث ويسير بتؤدة حتى يقرب من غايته شيئا فشيئا – وهذا ما كان من أمر البهاء ، من تمهيد شيخه ( كاظم الرشتى) وشيخ شيخه من قبل (أحمد الإحسائى ) لفكرة المهدى المنتظر ، والذى وقع الاختيار عليه ( الباب : على محمد شيرازى ) والذى لم يهجم على الأمر هجوما ولكنه قد مهد له الطريق أحد إخوانه وزعم أنه ( الباب ) الموصل للمهدى ، ومن هنا كان اسم أتباعه ( البابية ) ، ثم تدرج شيئا فشيئا من أنه المهدى نفسه ، ثم ادعى أن الحقيقة الإلهية تجلت فيه ، ومن هنا فهو الله خالق كل شىء – تعالى الله الواحد الأحد عن كفرهم وشركهم علوا كبيرا -.
وبعد ظهور البابية ووجود إغراض من الجانب الروسى لنشر هذا الفكر ، وبعد ادعاء الباب الألوهية نفذ فيه حكم الإعدام من قبل الحكومة الإيرانية ، وعلماء الشيعة الذين رأوا أن هذا يقضى على فكرهم ومعتقدهم ، وإن شئت فقل : خداعهم ووهمهم .
وبموت الباب ظهر ( البهاء : حسن على ) وأخيه ( يحيى : صبح الأزل ) واللذان قادا دعوتين جديدتين هما ( البهائية ، والأزلية ) ، من بعد التنازع بينهما فيمن يخلف الباب ، فاتبع ( صبح الأزل ) تعاليم البابية بحظافيرها دون تبديل ، بيد أن البهاء يعتبر ( الباب ) بابا له ومبشرا به .
ومن هنا ادعى البهاء الألوهية وتجلى الله فيه ، ومن هنا تظهر عقيدة الحلول عندهم ، والتى ورثوها من النصارى والفرق الغنوصية الباطنية ، وكان من عقائدهم الباطلة دوام الوحى وعدم ختم النبوة والرسالة ، كما أبطلوا الجهاد ومقاومة العدو ، كى يتسنى للإحتلال والدول المستعمرة أن تبسط نفوذها على العالم الإسلامى ، ومن هنا تتجلى لنا علاقة البهائية بالماسونية والصهيونية العالمية ، التى تعمل على غرس أشواك فى ظهر العلم الإسلامى ، حتى تستطيع تشتيت شمله ، وتفريق جمعه وتضليل أهله وتسفيه أحلامهم .
وحتى يمهد ( البهاء ) الطريق لدعوته أول كل ما يتعلق بالأمور الغيبية من اليوم الآخر والبعث والحساب والثواب والعقاب ... إلخ ، وإلى آخر عقائدهم الفاسدة ، والتى اكتسبوها من الفرق الباطنية ، وإلى آخر تحريفاتهم للشرائع الإسلامية ، وعلاقاتهم الوطيدة بأعداء الإسلام من اليهود والروس والإنجليز ، وآخرا أمريكا تحت ظل الكيان الصهيونى والنظمة الماسونية الماسونية العالمية .
كل هذا وغيره مما هو معلوم عن هذه الفرقة يجعل صدور الحكم بتكفيرهم ومروقهم من الدين لا غبار عليه ، وأن كل من يعتنق هذا الفكر فهو كافر خارج من ربقة الإسلام وحظيرة الدين .
وبعد : فكان صدور هذا الكتيب – البهائية : عقائدها .. أهدافها الاستعمارية ، للدكتور / خالد السيوطى – وغيره من الكتب عن البهائية فى هذه الآونة ، لما حدث مذ شهرين تقريبا ، من إصدار حكم محكمة القضاء الإدارى فى جلسته المنعقدة فى أبريل 2006م ، والذى يقضى بأن البهائية فى مصر لها حق الاعتراف بها رسميا ، وكان ذلك بعد قيام زوجين برفع دعوى قضائية يطلبون فيها الاعتراف بالبهائية كديانة ، وذلك بكتابة ( بهائية ) فى خانة الديانة فى البطاقة وشهادة الميلاد لبنتيهما ، وأصدرت المحكمة حكما بقبول الدعوى ، مماأثار زوبعة ( البهائية ) وكثر الحديث عنها ، مما حفز البعض لإعادة طبع الكتب التى دونت وسطرت عنها ، وكان هذا الكتيب الذى يعد هامشا من سطور تلك الكتب والذى أعطى فكرة عابرة عن هذه ( البهائية ) .

وكان منى هذا التعليق وبالله التوفيق